تصورات المعلمين حول العوامل المساهمة في ظهور المشكلات السلوكية ‏لدى الطلاب ذوي الإعاقة الفكرية في برامج الدمج بالمرحلة المتوسطة ‏بمدينة ينبع: دراسة نوعية ‏

هدفت الدراسة إلى استكشاف وفهم المشكلات السلوكية لدى الطلاب ذوي الإعاقة الفكرية بالمرحلة المتوسطة في مدينة ينبع، والتعمق في فهم العوامل المساهمة في ظهورها من منظور المعلمين. اعتمدت الدراسة المنهج النوعي، حيث أجريت مقابلات فردية شبه منظمة مع ثمانية معلمين من ذوي الخبرة في تدريس الطلاب ذوي الإعاقة الفكرية. وباستخدام التحليل الموضوعاتي، برزت عدة محاور رئيسية في تجارب المعلمين. كشف تحليل المقابلات عن تصورات عميقة للمعلمين حول طبيعة وانتشار المشكلات السلوكية، حيث أجمعوا على انتشارها الواسع وتأثيرها الملموس على البيئة التعليمية. تمحورت المشكلات السلوكية الأكثر تكراراً في روايات المعلمين حول: السلوك العدواني والعنف تجاه الآخرين، والسلوكيات الجنسية غير الملائمة، وصعوبات الانضباط الصفي، واضطرابات الانتباه والنشاط الحركي المفرط، والانسحاب الاجتماعي، والسلوكيات النمطية المتكررة. برز في تحليل المقابلات نمط واضح يربط بين مستويات الإعاقة الفكرية وطبيعة المشكلات السلوكية، حيث عكست تجارب المعلمين تبايناً في التحديات السلوكية وفقاً للقدرات المعرفية والإدراكية للطلاب. كما أظهر التحليل المتعمق للمقابلات أن العوامل المدرسية والتعليمية تلعب دوراً محورياً في تشكيل وتفاقم المشكلات السلوكية. وصف المعلمون استراتيجيات متعددة للتدخل والدعم، تضمنت: (أ) إدارة سلوك الطالب، بما يتوافق مع طبيعة المشكلة السلوكية، وطبيعة إعاقة الطالب، و(ب) إخطار الأسرة بسلوكيات الطالب، و(ج) تدخل المرشد الطلابي في تقويم سلوك الطالب، و(د) فيما يتعلق بإعداد خطط سلوكية تقويمية، يكون بالتعاون مع الأسرة والمرشد الطلابي، و(هـ) إجراء التعزيز اللفظي، والعقوبات، مثل الحرمان، والتعزيز السلبي. وفي ضوء هذه النتائج، أوصت الدراسة بضرورة تصميم بيئات تعليمية داعمة تراعي الاحتياجات الخاصة للطلاب ذوي الإعاقة الفكرية، وتعزيز مشاركة الأسر في تطوير وتنفيذ البرامج التربوية وخطط تعديل السلوك. كما أبرزت الحاجة إلى دراسات مستقبلية تتعمق في فهم تجارب الطلاب وأسرهم مع هذه التحديات السلوكية.